الخميس، 3 مارس 2011

سورية بلا تاريخ!!!

في تجربة بسيطة سألت عينة عشوائية من المواطنين السوريين سؤالا واحدا:
من هو اول رئيس لسورية؟
العينة ضمت مختلف شيبة وشبابا, نساءا ورجالا, كما شملت العديد من المتعلمين والحائزين على شهادات جامعية وايضا بعض حملة الشهادات العليا
النتيجة كانت ان اكثر من ثمانين بالمائة من الناس لا يعرفون اسم اول رئيس لسورية, وبالتوسع اكثر فان الجميع تقريبا لا يعرف شيئا عن تاريخ سورية الحديث واسماء رؤساء الجمهورية او رؤساء الحكومة او اي احداث سياسية جرت في تاريخنا الحديث.
اكثر من ذلك, حوالي اربعمائة سنة من الحكم العثماني لا يعرف عنها اغلب السوريين اي شيء سوا شوارب محمود الفوال وبطولات نصار ابن عريبي وما سمعه بعض كبار السن من آبائهم او اجدادهم عن السفربرلك دون ان يربط معظمهم بين كلمة السفربرلك والحرب العالمية الاولى.
لا أعرف بالضبط ان كان سبب ذلك هو سياسية تجهيل متعمدة من قبل النظام السوري, ام انه مجرد فشل غير متعمد بنشر تاريخ سورية والحديث عنه
ما انا متأكد منه هو انه بغض النظر عن السبب فإن النتيجة كارثية جدا لأن من لا يعرف تاريخه جيدا ويفهمه ويستوعبه ويستخلص العبر منه فهو لن يستطيع استقراء مستقبله بالشكل الصحيح, فقراءة حركة التاريخ امر ضروري واساسي ليبنى عليها للحاضر والمستقبل.
انا لا اتحدث عن ان يصبح الجميع مختصين بالتاريخ او ان نحصر انفسنا فيه ولكن ما اتحدث عنه هو الحد الأدنى المطلوب في كل الدول, اتحدث عن تعليم يتحدث عن التاريخ كتاريخ وحوادث لا كتحليل حزبي يتحدث عن القوى الرجعية والقوى  التقدمية
أتحدث عن اعلام يعرف ان تاريخ سورية لم يبدأ عام 1970 ويحاول ان يلقي ضوءا على ما جرى قبل هذا التاريخ
والاهم انني اتحدث عن ضرورة الغاء فكرة الالغاء, بمعنى انه حتى لو كان في تاريخنا قوى او شخصيات او اسماء او احداث كانت على غير توافق او على تضاد مع نظام الحكم الحالي, فهذا لا يعني الغاءها من تاريخنا لأننا بذلك نلغي جزءا من شخصيتنا وحاضرنا
سورية معروفة بالمنطقة بأنها بلد الانقلابات العسكرية ولكن احدا في سورية يعرف اي شيء حقيقي عن هذه الانقلابات, الناجح منها والفاشل, الابيض منها والدموي
في الكليشيهات الرسمية التي تتحدث عن التطوير نجد جملة شهيرة جدا تقول ان العالم اصبح قرية صغيرة
المطلوب هو ان يقتنع من بيدهم الامر بمضمون هذه الجملة وبأنه ان لم تبادر هذه الجهات لتملأ الفراغ الموجود بالمعلومات حول تاريخنا وتسمح بفتح حوارات ونقاشات حرة حول هذا التاريخ, فان هناك العديد من الجهات والمواقع والقوى التي تستطيع ان تعرض نسختها من الاحداث ورؤيتها لها التي قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولكنها ستكون الواقع الوحيد الموجود للتعامل معه في ظل غياب حديث رسمي او مدني
بالمناسبة أول رئيس للجمهورية في سورية هو محمد علي العابد الذي كان رئيسا للجمهورية اثناء الانتداب الفرنسي خلال الفترة (1932 - 1936)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق