السبت، 12 مارس 2011

قانون سكسونيا

لا يعرف اغلب السوريين رغدة الحسن وربما لم يسمعوا باسمها مسبقا, رغدة الحسن هي مواطنة سورية تم اعتقالها عام 1992 بسبب الاشتباه في انتماءها لحزب العمل الشيوعي المحظور في سورية وبقيت في المعتقل حوالي سنتين ونصف لتبرأها محكمة امن الدولة العليا عام 1995 وتخرج من معتقلها.
فترة الاعتقال أوحت لرغدة ان تقوم بكتابة رواية عنها وتتحدث فيها عن قصة حبة مفترضة تجمع بين سجين وسجينة سياسيين, وقد اسمت الكاتبة روايتها (الأنبياء الجدد), ومنذ ذيوع خبر عزم الكاتبة على نشر روايتها بدأت تتعرض لمضايقات من الجهات الامنية السورية التي استدعتها عدة مرات وقامت ايضا بزيارتها عدة مرات وطلبت منها ان توقع على تعهد بعدم نشر الرواية, وكأي انسان يحترم نفسه رفضت رغدة الحسن ذلك ليصار الى اعتقالها في شهر شباط عام 2010 من على الحدود اللبنانية ومن ثم بعد ثلاثة ايام تم مداهمة شقتها ومصادرة حاسبها ونسخة ورقية عن الرواية ومجموعة اوراق أخرى تخصها, ومنذ ذلك الوقت وهي معتقلة بداية في ادارة الامن السياسي بطرطوس ولاحقا تم تقديمها لمحكمة عسكرية ما زالت تمثل امامها حتى ساعة كتابة هذه السطور وسيصدر الحكم بحقها في شهر نيسان القادم, وطبعا التهمة الموجهة لرغدة الحسن هي نشر دعاوى من شأنها اضعاف الشعور القومي حسب المادة 285 من قانون العقوبات السوري, وكذلك نقل انباء كاذبة من شأنها وهن نفسية الأمة
رغد الحسن متزوجة ولها طفلين


الدكتورة تهامة معروف اسم آخر غير معروف بالنسبة لغالبية المواطنين السوريين وقصتها يمكن ان نصفها بالكوميديا السوداء التي لا نعرف هل يجب ان نضحك ام نبكي امامها, الاعتقال الاول للدكتورة تهامة معروف تم عام 1992 بتهمة الانتماء لحزب محظور هو حزب العمل الشيوعي, وبعد أكثر من عام تم اخلاء سبيلها تحت المحاكمة, وبالفعل في عام 1995 أصدرت المحكمة حكما بسجنها لمدة ستة سنوات, ولكن لم يتم تنفيذ الحكم وبقيت الدكتورة تهامة تمارس علمها كطبيبة في مدينة حلب, وفجأة في شهر شباط من عام 2010 تم اعتقال الدكتورة تهامة لتنفيذ الحكم الصادر بحقها منذ خمسة عشر عاما في مفارقة عجيبة غريبة, علما انه وفقا للقانون السوري فإن هذا الحكم سقط بالتقادم وعلما انه صدر العشرات من مراسيم العفو منذ ذلك الوقت, طبعا الدكتورة تهامة ايضا متزوجة ولها اطفال


قصة المدونة طل ملوحي ربما سمع بها الكثيرين بما فيها من خط درامي بوليسي ادخلتنا فيه الرواية الرسمية السورية, لذلك لن اعود لكتابتها من جديد


الأسماء الثلاثة السابقة تعمدت أن أتحدث فيها عن معتقلات سوريات وليس عن معتقلين ذكور لأني أعرف ان الشعب السوري شعب ذكوري, ليست هذه الاسماء الثلاثة بأكثر أهمية من باقي المعتقلين السياسيين في سورية, ولكنها بالتأكيد اكثر كرامة وشرفا ونخوة من كثيرين من اصحاب الشوارب واللحى.
ان كان اي اسم منهم مدانا بحق فهو يستحق محاكمة عادلة امام محكمة مدنية وبتهم حقيقية غير مضحكة كاضعاف الشعور القومي او وهن نفسية الأمة, وحقيقة احدى اهم امنياتي ان اتعرف على القانوني الذي كتب مثل هذه النصوص في القانون السوري حتى ابصق في وجهه لأنه عار على القانون وعلى سورية.
---------------------------------------------


مما تزال الأنباء تتوالى عن دعم سوري للواد المجنون بتاع ليبيا ونسمع عن طيارين سوريين, وكذلك عن سفينة محملة بالسلاح من طرطوس لطرابلس وايضا عن كتيبة سورية تقاتل الى جانب القذافي
رسميا نفت سورية كل هذه الأنباء واعتبرتها اشاعات مغرضة, وأتمنى من كل قلبي ان يكون هذا الكلام صحيحا وأن لا نلوث اسم سورية العظيم بهكذا حرب قذرة, وحتى لا تكون أيدينا جميعا ملوثة بدم اخوتنا الليبيين اما مشاركة او تواطؤا او صمتا
علينا ان نصدق المصادر الرسمية السورية بهذا الموضوع حتى يثبت العكس وهو ما لا أتمناه, وان تأكد مثل هذا الخبر فأفضل ما يمكن ان نفعله كسوريين هو اما ان ندفن رؤوسنا في اقرب بركة تراب نجدها لأننا لا نستحق ان نرفعها امام أحد بعد الآن, او أن نضع مكياجا ونجلس في بيوتنا لأننا بالتأكيد لسنا رجالا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق