الجمعة، 11 مارس 2011

سورية دولة تتجه الى الزوال بخطوات ثابتة

يقال ان المخرج الراحل عمر اميرلاي هو صاحب المقولة عنوان هذه المقالة, وشخصيا بدأت اقتنع بهذا الكلام بشكل كبير
يبدو ان الشعب السوري قد تم تدجينه بطريقة احترافية وناجحة طيلة العقود الماضية بحيث لم يعد هناك من أمل مرجو فيه, وانا هنا لا اتحدث عن عدم ثورة الشعب حتى الآن كغيره من الشعوب العربية رغم واقعنا كسوريين ليس افضل من واقع باقي الشعوب الثائرة.
حتى الآن لم يحس المواطن السوري بأن له حقوقا عليه ان يطلبها وينتزعها بل ما زال يشحذ مكرمات ومنح, ومع ذلك فهذا الأمر يبقى اكثر رقيا واحتراما من القسوة والجبن التي يتميز بها الكثيرين في سورية كما حدث في موقع الجزيرة نت التي نشرت مقالتين عن مجزرة حماة وعن مجزرة سجن تدمر وهما من الجروح العميقة في الوجدان السوري وأهالي وأقرباء الضحايا ما زالوا حتى الآن يطالبون بكشف حقيقة ووقائع ما حدث وقتها, ولكن وبنظرة للردود نجد العديد من التبريرات المستفزة من قبل العديد من السوريين لما حدث ويقولون ان الحديث بهذه المواضيع هو حديث فتنة وكأن هؤلاء الضحايا وأهاليهم ليسوا سوريين ولا يستحق هؤلاء الاهالي أبسط حقوقهم بمعرفة ماذا حدث لأبناءهم وازواجهم وآبائهم, لن أقول لأمثال هؤلاء الا اذاقكم الله ما اذاق ضحايا المجازر التي ارتكبت في حماة وتدمر وحلب والجسر وغيرها, ولنراكم بعدها وأنتم تطالبون بتجاوز ما حدث دون تحقيقات ودون معرفة الحقائق من أجل الوحدة الوطنية التي تريدونها والتي اسمها الحقيقي هو الخنوع والذل الوطنيين.
لأن الأمة الذليلة وحدها هي التي تقبل أن تذبح وهي تبتسم وتحمل المسؤولية للضحايا.
الأجمل من ذلك هو ما حدث اليوم في خطب الجمعة التي كتبت في أحد مقار أمن الدولة بالتأكيد, لأن الحديث كان فيها عن القناعة والقبول بالأمر الواقع وبأن من ملك قوت يومه فكأنه ملك الدنيا وكذلك حديث عن المؤامرات لخلق الفتن بين المسلمين, ما هذه المسخرة؟ وما هذا القرف؟
من اقنع السوريين ان الاستقرار لا يكون الا تحت الاحذية؟ ومن قال لهم ان الكلام عن الحريات وتداول السلطة ونبذ القمع هو رجس من عمل الشيطان؟ ومن قال لهم ان من يريد معرفة من قتل ابنه او أبيه أو من تريد معرفة من قتل زوجها او اغتصبها او اغتصب ابنتها ولماذا حدث كل ذلك, من قل ان هؤلاء يريدون الفتنة؟
ان كان أمثال هؤلاء هم الغالبية في السوريين فنحن بالتأكيد نسير نحو الفناء بخطوات سريعة وواثقة ولا رجعة عنها
اما ان كان امثال هؤلاء هم اصحاب الصوت العالي والباقين هم اغلبية صامتة مسحوقة خائفة فنحن أيضا نسير نحو الفناء وأيضا بخطوات سريعة ولكن العودة ممكنة في حالة الصحوة
فأي الحالتين هي حالة الشعب السوري؟
حقيقة لا أعلم الجواب ولكن ما انا متأكد منه أن حالتنا أصبحت مقرفة الى اقصى حدود القرف وأننا ان نحاول ان نتعلم كيف نصبح رجالا من جديد فعندها حتى مزبلة التاريخ لن تقبل بنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق