السبت، 19 مارس 2011

عاشت سوريا

فلينهدم باب السجون.
ولينهزم هذا الجنون
ولينرجم من قد يخون
وهذه قلوبنا معاقل الحرية
وهذه أجسادنا ذخائر القضية
ونقسم سنبقى: لأننا وأرضنا والحق أكثرية

الأربعاء، 16 مارس 2011

لماذا لا تستفيد القيادة السورية من دروس الآخرين؟

تم اعتقال الناشطة سهير الاتاسي التي كانت من ضمن المشاركين بمظاهرات يوم أمس وأعتقد انها كانت اليوم من ضمن المشاركين ايضا بالمظاهرة امام وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن السجناء السياسيين.
لا أدري لماذا تصر حكومتنا على ان تتصرف وكأنها لم تستفد من دروس الدول العربية الأخرى, فكانت اولى ردات الفعل ان من نزل لمظاهرات الأمس (وهم في الحقيقية اعداد قليلة) هم مندسون او أصحاب أجندات خارجية
من نزل يوم أمس ومن نزل اليوم هم سوريون يحبون بلدهم مثل كل السوريين ولا يرغبون بأن يشاهدوا بلدهم على هامش الدول فيما يتعلق بالحريات والحقوق السياسية.
من حسن حظ النظام السوري أن لرئيسه الدكتور بشار رصيد جيد عند الشعب السوري مما جعل أعداد المتظاهرين قليلة, والاستفادة من هذا الرصيد لا تكون بانفاقه بالاعتقالات التعسفية ولكن يكون بتدارك ما تم تأخيره سابقا والبدء عاجلا وليس آجلا باصلاحات سريعة وجذرية, لأنها مما لا شك فيه ان الأمن سوف يستطيع السيطرة على التظاهرات في هذه الفترة ولكن مما لا شك فيه أيضا أن الوضع ان بقي على حاله فالتظاهرات في المرة القادمة سوف تكون أكبر ونتائجها لن تكون محسومة لصالح الأمن.
يخطئ كثيرا من يعتقد ان سورية هي جزيرة معزولة او أن شعبها منفصل عما حوله, الناس سوف ترى ما يحدث في الدول الأخرى وكيف تتحصل على كافة حقوقها بينما نبقى نحن نعيش بنظام القائد الملهم والحزب الواحد واعتبار كل مخالف خائن, لن تسير الأمور بهذه الطريقة بعد الآن ولا يجب أن تسير, الناس اليوم تطالب بالافراج عن معتقلي الرأي وباطلاق الحريات العامة وهي مطالب مشروعة وهي أقل ما يمكن ان تقدمه الحكومة لشعبها الصابر, ولكن مع كل ذلك تبدو الحكومة وكأنها غير مستوعبة ما يجري حولها وما تزال تعتبر القبضة الأمنية القوية هي الوسيلة الوحيدة للحكم علما أن التجارب أثبتت أن مثل هذه القبضة تجعل الانفجار عندما يحدث مدويا وحاسما, وهو الأمر الذي لا يريده أحد في سورية حتى الآن.

المكسب الأكبر مما يجري حاليا هو أن الشعب السوري كسر حاجز الخوف بواسطة هؤلاء الشباب الأحرار (الذين سيدفعون ثمنا غاليا نتيجة لتضحيتهم) وعلى كل الشعب حتى من هو غير مقتنع بضرورة التظاهر الآن  أن يحافظوا على هذا المكسب الهام لأنه حق انتزعه هؤلاء الشباب بعد عقود من الخوف والرعب المسيطر على كل السوريين.
-----------------
بالمناسبة حتى الآن لم أفهم لماذا تدعم الحكومة السورية نظام القذافي بهذا الشكل المستفز لشعبها قبل أي شعب آخر!!
اعتدنا من حكومتنا الذكاء الشديد ومحاول التقرب من المزاج الشعبي في السياسية الخارجية على وجه الخصوص, فلماذا يقعون في هذه الخطيئة الآن؟ كان المواطن السوري رغم كل معاناته يفتخر بالمواقف المحترمة لقيادته بكل ما يتعلق بالمحيط الاقليمي والعربي, ولكن الوضع يختلف الآن مع هذا الموقف السوري المخجل من ثورة الشعب الليبي, هل ما يحدث  ارتباك؟ ام عدم تقدير صحيح للموقف؟ 
لا أدري بصراحة ولكن ما أنا متأكد منه أن هذا الموقف سوف يكون له أثر سلبي اضافي على المزاج الشعبي العام الغير مقتنع بما يشاهده أمامه الآن.

السبت، 12 مارس 2011

قانون سكسونيا

لا يعرف اغلب السوريين رغدة الحسن وربما لم يسمعوا باسمها مسبقا, رغدة الحسن هي مواطنة سورية تم اعتقالها عام 1992 بسبب الاشتباه في انتماءها لحزب العمل الشيوعي المحظور في سورية وبقيت في المعتقل حوالي سنتين ونصف لتبرأها محكمة امن الدولة العليا عام 1995 وتخرج من معتقلها.
فترة الاعتقال أوحت لرغدة ان تقوم بكتابة رواية عنها وتتحدث فيها عن قصة حبة مفترضة تجمع بين سجين وسجينة سياسيين, وقد اسمت الكاتبة روايتها (الأنبياء الجدد), ومنذ ذيوع خبر عزم الكاتبة على نشر روايتها بدأت تتعرض لمضايقات من الجهات الامنية السورية التي استدعتها عدة مرات وقامت ايضا بزيارتها عدة مرات وطلبت منها ان توقع على تعهد بعدم نشر الرواية, وكأي انسان يحترم نفسه رفضت رغدة الحسن ذلك ليصار الى اعتقالها في شهر شباط عام 2010 من على الحدود اللبنانية ومن ثم بعد ثلاثة ايام تم مداهمة شقتها ومصادرة حاسبها ونسخة ورقية عن الرواية ومجموعة اوراق أخرى تخصها, ومنذ ذلك الوقت وهي معتقلة بداية في ادارة الامن السياسي بطرطوس ولاحقا تم تقديمها لمحكمة عسكرية ما زالت تمثل امامها حتى ساعة كتابة هذه السطور وسيصدر الحكم بحقها في شهر نيسان القادم, وطبعا التهمة الموجهة لرغدة الحسن هي نشر دعاوى من شأنها اضعاف الشعور القومي حسب المادة 285 من قانون العقوبات السوري, وكذلك نقل انباء كاذبة من شأنها وهن نفسية الأمة
رغد الحسن متزوجة ولها طفلين


الدكتورة تهامة معروف اسم آخر غير معروف بالنسبة لغالبية المواطنين السوريين وقصتها يمكن ان نصفها بالكوميديا السوداء التي لا نعرف هل يجب ان نضحك ام نبكي امامها, الاعتقال الاول للدكتورة تهامة معروف تم عام 1992 بتهمة الانتماء لحزب محظور هو حزب العمل الشيوعي, وبعد أكثر من عام تم اخلاء سبيلها تحت المحاكمة, وبالفعل في عام 1995 أصدرت المحكمة حكما بسجنها لمدة ستة سنوات, ولكن لم يتم تنفيذ الحكم وبقيت الدكتورة تهامة تمارس علمها كطبيبة في مدينة حلب, وفجأة في شهر شباط من عام 2010 تم اعتقال الدكتورة تهامة لتنفيذ الحكم الصادر بحقها منذ خمسة عشر عاما في مفارقة عجيبة غريبة, علما انه وفقا للقانون السوري فإن هذا الحكم سقط بالتقادم وعلما انه صدر العشرات من مراسيم العفو منذ ذلك الوقت, طبعا الدكتورة تهامة ايضا متزوجة ولها اطفال


قصة المدونة طل ملوحي ربما سمع بها الكثيرين بما فيها من خط درامي بوليسي ادخلتنا فيه الرواية الرسمية السورية, لذلك لن اعود لكتابتها من جديد


الأسماء الثلاثة السابقة تعمدت أن أتحدث فيها عن معتقلات سوريات وليس عن معتقلين ذكور لأني أعرف ان الشعب السوري شعب ذكوري, ليست هذه الاسماء الثلاثة بأكثر أهمية من باقي المعتقلين السياسيين في سورية, ولكنها بالتأكيد اكثر كرامة وشرفا ونخوة من كثيرين من اصحاب الشوارب واللحى.
ان كان اي اسم منهم مدانا بحق فهو يستحق محاكمة عادلة امام محكمة مدنية وبتهم حقيقية غير مضحكة كاضعاف الشعور القومي او وهن نفسية الأمة, وحقيقة احدى اهم امنياتي ان اتعرف على القانوني الذي كتب مثل هذه النصوص في القانون السوري حتى ابصق في وجهه لأنه عار على القانون وعلى سورية.
---------------------------------------------


مما تزال الأنباء تتوالى عن دعم سوري للواد المجنون بتاع ليبيا ونسمع عن طيارين سوريين, وكذلك عن سفينة محملة بالسلاح من طرطوس لطرابلس وايضا عن كتيبة سورية تقاتل الى جانب القذافي
رسميا نفت سورية كل هذه الأنباء واعتبرتها اشاعات مغرضة, وأتمنى من كل قلبي ان يكون هذا الكلام صحيحا وأن لا نلوث اسم سورية العظيم بهكذا حرب قذرة, وحتى لا تكون أيدينا جميعا ملوثة بدم اخوتنا الليبيين اما مشاركة او تواطؤا او صمتا
علينا ان نصدق المصادر الرسمية السورية بهذا الموضوع حتى يثبت العكس وهو ما لا أتمناه, وان تأكد مثل هذا الخبر فأفضل ما يمكن ان نفعله كسوريين هو اما ان ندفن رؤوسنا في اقرب بركة تراب نجدها لأننا لا نستحق ان نرفعها امام أحد بعد الآن, او أن نضع مكياجا ونجلس في بيوتنا لأننا بالتأكيد لسنا رجالا

الجمعة، 11 مارس 2011

سورية دولة تتجه الى الزوال بخطوات ثابتة

يقال ان المخرج الراحل عمر اميرلاي هو صاحب المقولة عنوان هذه المقالة, وشخصيا بدأت اقتنع بهذا الكلام بشكل كبير
يبدو ان الشعب السوري قد تم تدجينه بطريقة احترافية وناجحة طيلة العقود الماضية بحيث لم يعد هناك من أمل مرجو فيه, وانا هنا لا اتحدث عن عدم ثورة الشعب حتى الآن كغيره من الشعوب العربية رغم واقعنا كسوريين ليس افضل من واقع باقي الشعوب الثائرة.
حتى الآن لم يحس المواطن السوري بأن له حقوقا عليه ان يطلبها وينتزعها بل ما زال يشحذ مكرمات ومنح, ومع ذلك فهذا الأمر يبقى اكثر رقيا واحتراما من القسوة والجبن التي يتميز بها الكثيرين في سورية كما حدث في موقع الجزيرة نت التي نشرت مقالتين عن مجزرة حماة وعن مجزرة سجن تدمر وهما من الجروح العميقة في الوجدان السوري وأهالي وأقرباء الضحايا ما زالوا حتى الآن يطالبون بكشف حقيقة ووقائع ما حدث وقتها, ولكن وبنظرة للردود نجد العديد من التبريرات المستفزة من قبل العديد من السوريين لما حدث ويقولون ان الحديث بهذه المواضيع هو حديث فتنة وكأن هؤلاء الضحايا وأهاليهم ليسوا سوريين ولا يستحق هؤلاء الاهالي أبسط حقوقهم بمعرفة ماذا حدث لأبناءهم وازواجهم وآبائهم, لن أقول لأمثال هؤلاء الا اذاقكم الله ما اذاق ضحايا المجازر التي ارتكبت في حماة وتدمر وحلب والجسر وغيرها, ولنراكم بعدها وأنتم تطالبون بتجاوز ما حدث دون تحقيقات ودون معرفة الحقائق من أجل الوحدة الوطنية التي تريدونها والتي اسمها الحقيقي هو الخنوع والذل الوطنيين.
لأن الأمة الذليلة وحدها هي التي تقبل أن تذبح وهي تبتسم وتحمل المسؤولية للضحايا.
الأجمل من ذلك هو ما حدث اليوم في خطب الجمعة التي كتبت في أحد مقار أمن الدولة بالتأكيد, لأن الحديث كان فيها عن القناعة والقبول بالأمر الواقع وبأن من ملك قوت يومه فكأنه ملك الدنيا وكذلك حديث عن المؤامرات لخلق الفتن بين المسلمين, ما هذه المسخرة؟ وما هذا القرف؟
من اقنع السوريين ان الاستقرار لا يكون الا تحت الاحذية؟ ومن قال لهم ان الكلام عن الحريات وتداول السلطة ونبذ القمع هو رجس من عمل الشيطان؟ ومن قال لهم ان من يريد معرفة من قتل ابنه او أبيه أو من تريد معرفة من قتل زوجها او اغتصبها او اغتصب ابنتها ولماذا حدث كل ذلك, من قل ان هؤلاء يريدون الفتنة؟
ان كان أمثال هؤلاء هم الغالبية في السوريين فنحن بالتأكيد نسير نحو الفناء بخطوات سريعة وواثقة ولا رجعة عنها
اما ان كان امثال هؤلاء هم اصحاب الصوت العالي والباقين هم اغلبية صامتة مسحوقة خائفة فنحن أيضا نسير نحو الفناء وأيضا بخطوات سريعة ولكن العودة ممكنة في حالة الصحوة
فأي الحالتين هي حالة الشعب السوري؟
حقيقة لا أعلم الجواب ولكن ما انا متأكد منه أن حالتنا أصبحت مقرفة الى اقصى حدود القرف وأننا ان نحاول ان نتعلم كيف نصبح رجالا من جديد فعندها حتى مزبلة التاريخ لن تقبل بنا

الاثنين، 7 مارس 2011

مشايخ السلطان

هيئة كبار العلماء في السعودية أصدرت فتوى تقول فيها بتحريم التظاهر ضد الحكام وتقول ان الأسلوب الشرعي والذي لا توجد معه مفسدة هو المناصحة, اي ان على الشعب المظلوم والمقهور والمسلوبة حقوقه ان يذهب لظالمه وسارقه وناهب حقوقه وان ينصحه بعدم فعل ذلك وان لم يقبل فعليه ان يستمر بنصحه ويستمر بنصحه حتى يموت الطاغية من الضحك عليه.
لا اعلم عن اي اسلام يتحدث هؤلاء المشايخ والعلماء؟ هل الاسلام يعني الخنوع والخضوع والقبول بالتخلف وفقدان الحقوق وعدم الوقوف في وجه السلطان الجائر؟
اين الكلام بأن افضل الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر؟
واين الحديث الذي يقول من شاهد منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان؟
هل محاربة المنكر عند هؤلاء العلماء هم  هؤلاء المطوعين الذين يتخصصون بتكريه الناس في دينهم بامساكهم بالقشور وتغاضيهم عما عظم؟
منذ زمن طويل وانا مقتنع ان هذه النوعية من العلماء لها الدور الاكبر بتخلفنا كعرب وكمسلمين وبسكوت الشعوب عن ظلامها طيلة هذه العقود, وفي أمثال هؤلاء يصح قول ماركس بأن الدين افيون الشعوب.
الدين يصبح افيونا حينما يستغله علماؤه لتخدير المؤمنين وجعلهم مستكينين ضعفاء لا يطلبون حقوقهم التي أعطاهم اياها الله طمعا في جنة الآخرة, وكأن من يرفع صوته مطالبا بحقه في الدنيا يكون متجاوزا مقاصد الشريعة والدين, او كأن الدنيا خلقت لنا ليداس علينا فيها من حفنة من الحكام الذين لا يعرفون دينا ولا إلها الا مصلحتهم وما يبقيهم على كراسيهم.
هؤلاء المسمون علماءا لا نسمع اصواتهم الا في فتاوى تثبيت سلاطينهم او في فتاوى الفتنة بين المسلمين كما في فتاويهم عن الشيعة والمتصوفين وكل من لا يوافق أهواءهم, ونشاهدهم بعد ذلك في كلام سفسطائي عن فروع الدين وعن احكام يضيقون على المسلمين فيها ما استطاعوا لذلك سبيلا, اما في قضايا الشعوب والحقوق والأمم الكبيرة فلا نسمع لهم صوتا ولا نقرأ لهم فتاوى.
هذا الكلام لا ينطبق فقط على هيئة علماء السعودية ولكنه ينطبق على كل مشايخ السلطان في كل مكان وهم كثر في زمننا ودورهم في تجهيل شعوبهم وتضليلهم عن معرفة حقوقهم لا يخفى الا على جاهل او أحمق, يميلون ما مال ولاة أمرهم وليس القرآن ولا السنة ما يحدد مسارهم وكلامهم, ولكنهم يبحثون بالكتاب والسنة عما يمكن ان يخدم ما يريدهم سادتهم فإن لم يجدوا فلا بأس لديهم من تحميل النصوص ما لا تحتمل او تفسيرها بما يحققق أهدافهم.
أمثال هؤلاء ليسوا أقل سوءا من سادتهم ولا اقل خطرا منهم, والشعوب التي تثور على حكامها الطغاة لن تستثني من ثوراتها أدوات هؤلاء الحكام ومنها مشايخهم, الاسلام ليس دينا للضعفاء ولا للخانعين ولا هو دين تأليه الفرد وعدم محاسبته على افعاله كائنا من كان, ومن يريده كذلك فهو ليس منه في شيء.
منذ أيام الخلافة وأمثال هؤلاء موجودين فلم يعدم الخلفاء يوما من يفتي لهم بقتل معارضيهم وسحق شعوبهم باسم الاسلام, وكان هؤلاء دوما منحنين للغالب من الملوك لا تحركهم الا مصالحهم ورغباتهم الدنيوية ولكن حكم التاريخ عليهم كان قاسيا وحكم الآخرة عليهم سيكون أقسى.
الشعوب من جهتها لم تعد تشتري مثل هذا الكلام الا من قبل بأن يعطل فكره الذي أعطاه الله إياه وقبل بأن يساق من مشايخه وحكامه كالخراف, اما عموم الشعب فأصبحت تميز المتاجرين بالدين وتتجاهلهم مع فتاويهم, فالانسان الذي كرمه الله بالعقل يستطيع تمييز الخبيث من الطيب وتمييز ما هو مناف للعقل والمصلحة.
فليفتي هؤلاء بما يشاؤون, فمفاتيح الجنة ليست بأيديهم حتى يدخلوا اليها من يشاؤون ويحجبوا عنها من يشاؤون, وسوف يثور الثوار في كل أرض فيها ظلم وحق مسلوب, ويوم القيامة لنا جميعا رب يحاسبنا ويعطي كلا على مقدار نيته وعمله

الأحد، 6 مارس 2011

طيارين سوريين بليبيا!!

على الجزيرة من شوي خبر أن ثوار ليبيا أسقطوا طائرة تابعة للقذافي وأسروا طيارين اثنين وهما من التابعية السورية
انتهى نص الخبر
ما بعرف هالكلام شو بيعني!!
كل اللي بتمناه هلأ ان هالطيارين يكونوا مرتزقة فرديين ومالهم اي علاقة بسورية كدولة ولا كشعب
والا رح تكون فضيحة كبيرة كتير
لأن المكان الطبيعي للطيارين السوريين هو فوق الاجواء السورية للدفاع عن الارض السورية بوجه اسرائيل فقط
واذا كانوا بدهم يتدخلوا بأي مكان بالعالم فهالشي لازم يكون مع الشعوب وليس مع طغاة مجرمين

السبت، 5 مارس 2011

لماذا لا يثور السوريون؟

للمرة الثانية منذ بداية موجة الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي يتداعى البعض لتنظيم يوم غضب في سورية, وكانت المرة الاولى منيت بفشل ذريع حيث لم ينزل للشوارع سوى رجال الأمن الذين ارادوا التأكد ان شيئا لن يحدث, والآن يحاول البعض (والذين لن اسميهم نشطاء) تنظيم يوم غضب جديد في الخامس عشر من الشهر الجاري وهذه الدعوة لن تقل بفشلها عن سابقتها.
والسؤال هنا هو لماذا فشلت الدعوة الأولى وسوف تفشل الدعوة الثانية؟
هل الشعب السوري اقل شجاعة من غيره من الشعوب العربية كما يحاول البعض الايحاء؟
ام هل الشعب السوري راض عن وضعه الاقتصادي ولا شكاوى لديه حول الحريات العامة في البلد؟
الاجابة على السؤالين السابقين باختصار هي لا, فلا الشعب السوري اقل شجاعة من غيره من الشعوب العربية (وهو ليس اكثر شجاعة ايضا حتى لا تكون النظرة شوفينية), وايضا الشعب غير راض عن الفساد المستشري بالبلاد ولا عن مصادرة حقوقه السياسية وحرياته.
سبب فشل مثل هذه الدعوات هو اولا ان الداعين اليها هي جهات لا ينظر الشعب السوري لها باطمئنان, فاذا اردنا الحديث عن المعارضة السورية فسوف نجد انها مكروهة بشكل كبير جدا في الداخل السوري واي كلام منها يقرب الشعب من قيادته اكثر بدلا من ان يؤلبه عليها كما هو مفترض, لأن المعارضة السورية بشكل عام تتألف من جبهات تجمع بين الفساد والخيانة والعمالة, ويكفي ان يكون عبد الحليم خدام وولده جمال ورفعت الاسد وولده سومر من قيادات المعارضة حتى يبتعد الشعب عنها وحتى لا يكون لها اي مصداقية من اي نوع, طبعا هناك بعض المعارضين الشرفاء ولكنهم اولا يمثلون انفسهم وليس لهم قاعدة على الارض وثانيا اغلبهم نخبويون جدا وبالتالي هم بعيدون عن نبض الشارع الحقيقي.
ثم ان من ينظر لهذه الدعوات ومن يتحدث عنها يلمح فيها كلاما طائفيا كريها لا يمكن ان يقبله الشعب في سورية, فعلى عكس الدول الاخرى التي وحدت الثورات بين طوائفها وقبائلها وعشائرها و أعراقها, فإن الداعين لثورة في سورية يركزون في حديثهم على ترسيخ فكرة الطائفية وهو امر كريه ومأفون ولا يمكن جمع الشعب بدعوات فتنة كهذه.
ايضا السوريون بشكل عام مقتنعون بشكل كبير بأداء قيادتهم في المجال الخارجي وخصوصا بموضوع دعم حركات المقاومة كحزب الله وحماس الذين يملكون شعبية كبيرة في سورية, ورغم ان الكثيرين يقولون ان سورية هي دولة ممنعة بالكلام فقط الا ان هذا الكلام ليس دقيقا بالتأكيد ودور القيادة السورية واضح بدعم حركات المقاومة التي شكلت خط المواجهة الوحيد في العقود الاخيرة امام اسرائيل, وبناء على ذلك فإن دعوات الثورة وما يمكن ان تسببه من فوضى سوف تؤثر دون شك على حركات المقاومة وعلى جبهة الممانعة وهو امر يدركه السوريون بشكل جيد.
وايضا شخصية الرئيس بشار الاسد ليست مكروهة بين عموم الشعب السوري, رغم ان الشخصيات المحيطة به ليست محبوبة نهائيا ولكن يبقى لشخصية الاسد كاريزما واضحة بين السوريين وبالتالي هم ليسوا راغبين بالثورة عليه رغم ضيقهم من العديد  من الامور في نظامه, ويبقى لديهم حتى الآن أمل بالاصلاح الذي كثر الحديث عنه ولكن نتائجه لم تظهر حتى الآن
من كل ما سبق يمكن القول ان الشعب السوري يتصرف حتى الآن بمنتهى المسؤولية اتجاه بلده واتجاه قيادته وهو امر يجب ان يبادل بتصرفات مسؤولة من طرف النظام اتجاه شعبه بتقدير هذا الشعب والبدء الفوري والسريع باصلاحات جذرية وواضحة في مختلف المجالات, مع ملاحظة هامة وهي ان هذه الاصلاحات هي حقوق تأخرت القيادة السورية كثيرا باعطاءها لشعبها وليست منحة تعطى بالقطارة لامتصاص احتمالات الثورة, والرئيس الاسد نفسه تحدث تقريبا بهذا المعنى بحديثه لصحيفة وول سترين جورنال عندما قال ان من لم يكن يرى الحاجة للاصلاح قبل احداث مصر وتونس فإنه من المتأخر القيام بأي اصلاح
كلام الرئيس الاسد غالبا ما يكون منطقي وقريب من الشعب ولكنه لن يكون كافيا بعد الآن, السوريون يحتاجون افعالا على الارض 
باختصار السوريون لن يثورون الآن لأن الثورة ليست غيرة وعدوى ولكنها ضرورة, ولكن هذا لا يعني انهم سيبقون صامتين الى الأبد, والتجربة أثبتت ان الشعوب عندما تتكلم فإن صوتها يكون عاليا جدا وسقف طلباتها يكون عاليا جدا وغالبا لن يستطيع اي نظام وقتها استدراك الامور.
فهل هناك من يعقل هذا الكلام؟
أتمنى ذلك...

الخميس، 3 مارس 2011

سورية بلا تاريخ!!!

في تجربة بسيطة سألت عينة عشوائية من المواطنين السوريين سؤالا واحدا:
من هو اول رئيس لسورية؟
العينة ضمت مختلف شيبة وشبابا, نساءا ورجالا, كما شملت العديد من المتعلمين والحائزين على شهادات جامعية وايضا بعض حملة الشهادات العليا
النتيجة كانت ان اكثر من ثمانين بالمائة من الناس لا يعرفون اسم اول رئيس لسورية, وبالتوسع اكثر فان الجميع تقريبا لا يعرف شيئا عن تاريخ سورية الحديث واسماء رؤساء الجمهورية او رؤساء الحكومة او اي احداث سياسية جرت في تاريخنا الحديث.
اكثر من ذلك, حوالي اربعمائة سنة من الحكم العثماني لا يعرف عنها اغلب السوريين اي شيء سوا شوارب محمود الفوال وبطولات نصار ابن عريبي وما سمعه بعض كبار السن من آبائهم او اجدادهم عن السفربرلك دون ان يربط معظمهم بين كلمة السفربرلك والحرب العالمية الاولى.
لا أعرف بالضبط ان كان سبب ذلك هو سياسية تجهيل متعمدة من قبل النظام السوري, ام انه مجرد فشل غير متعمد بنشر تاريخ سورية والحديث عنه
ما انا متأكد منه هو انه بغض النظر عن السبب فإن النتيجة كارثية جدا لأن من لا يعرف تاريخه جيدا ويفهمه ويستوعبه ويستخلص العبر منه فهو لن يستطيع استقراء مستقبله بالشكل الصحيح, فقراءة حركة التاريخ امر ضروري واساسي ليبنى عليها للحاضر والمستقبل.
انا لا اتحدث عن ان يصبح الجميع مختصين بالتاريخ او ان نحصر انفسنا فيه ولكن ما اتحدث عنه هو الحد الأدنى المطلوب في كل الدول, اتحدث عن تعليم يتحدث عن التاريخ كتاريخ وحوادث لا كتحليل حزبي يتحدث عن القوى الرجعية والقوى  التقدمية
أتحدث عن اعلام يعرف ان تاريخ سورية لم يبدأ عام 1970 ويحاول ان يلقي ضوءا على ما جرى قبل هذا التاريخ
والاهم انني اتحدث عن ضرورة الغاء فكرة الالغاء, بمعنى انه حتى لو كان في تاريخنا قوى او شخصيات او اسماء او احداث كانت على غير توافق او على تضاد مع نظام الحكم الحالي, فهذا لا يعني الغاءها من تاريخنا لأننا بذلك نلغي جزءا من شخصيتنا وحاضرنا
سورية معروفة بالمنطقة بأنها بلد الانقلابات العسكرية ولكن احدا في سورية يعرف اي شيء حقيقي عن هذه الانقلابات, الناجح منها والفاشل, الابيض منها والدموي
في الكليشيهات الرسمية التي تتحدث عن التطوير نجد جملة شهيرة جدا تقول ان العالم اصبح قرية صغيرة
المطلوب هو ان يقتنع من بيدهم الامر بمضمون هذه الجملة وبأنه ان لم تبادر هذه الجهات لتملأ الفراغ الموجود بالمعلومات حول تاريخنا وتسمح بفتح حوارات ونقاشات حرة حول هذا التاريخ, فان هناك العديد من الجهات والمواقع والقوى التي تستطيع ان تعرض نسختها من الاحداث ورؤيتها لها التي قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولكنها ستكون الواقع الوحيد الموجود للتعامل معه في ظل غياب حديث رسمي او مدني
بالمناسبة أول رئيس للجمهورية في سورية هو محمد علي العابد الذي كان رئيسا للجمهورية اثناء الانتداب الفرنسي خلال الفترة (1932 - 1936)

الواد المجنون بتاع ليبيا

ربما كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات هو اول من عرف ان القذافي هو حالة مختلفة عن سواه من القادة والحكام وتحدث عنه واصفا اياه بالواد المجنون بتاع ليبيا, السادات اصاب بكرهه للقذافي ولكنه اخطأ توصيفه بشكل كامل, الجميع الآن يتحدثون عن القذافي وجنونه وهبله والجميع يتندر بخطبه والتفاهات التي تصدر فيها وهي بالفعل لو لم يكن الوضع كارثيا لكانت مناسبة لعمل كوميدي على افضل مستوى
ولكنه هذه التفاهات ليست دليلا على جنون الرجل او هبله, بل هي دليل على جهله, ومعلوم ان هناك فرق كبير بين الحالتين
القذافي هو طاغية من نوع نادر, فالطغاة والمستبدون انواع منهم المستبد العادل ومنهم من يرى مجد امته بمجده الشخصي ويدمج بينهما ومنهم من تدفعه ايديولوجية معينة للاستبداد بفرضها وجميع الحالات السابقة وسواها هي حالات متدرجة من الاستبداد ويعمد المستبد فيها لتجاوز حقوق شعبه وربما ارتكاب بعض الجرائم قلت او كثرت في سبيل فرض سيطرته
القذافي هو حالة مختلفة تمام الاختلاف ومثله باعتقادي في التاريخ القريب ديكتاتور الدومينكان تروخيو, الوصف الاصح له انه ديكتاتور منحط (بكل ما للكلمة من معاني مختلفة) ويجمع الذكاء بالجهل (والجمع بينهما ممكن) امثال القذافي يصلحون زعماء لعصابات المافيا في كولومبيا ومصير امثاله عادة القتل على يد احد اتباعه او على يد الشرطة التي تلاحقه دائما, ولكن وبما انه يمكن ان يحدث كل شيء في الوطن العربي فإن القذافي بدلا من ان يكون من عتاة المجرمين اصبح زعيما لشعب ظهر فيه قبل عقود شيخ جليل اسمه عمر المختار, واستطاع هذا الديكتاتور المنحط ان يتسلط على شعبه لأكثر من اربعة عقود, خلال هذه الفترة الطويلة اقنع البعض انه زعيم عربي واقنع البعض الآخر انه زعيم افريقي وكان يعمل مؤخرا على تسويق نفسه كزعيم اسلامي في نفس الوقت الذي كان منبطحا فيه على بطنه امام الغرب كي "يستفعلوا" به كما يريدون.
ما يميز الطغاة من نوع القذافي (وهو طبعا الحالة الاندر بين الطغاة) انهم جبناء الى اقصى حد واعتقد ان كشف مؤخرته وانبطاحه امام الغرب بعد اجتياح العراق دليل واضح على ذلك, وبالاضافة لجبنه فهو مجرم سفاح, ولا اعتقد اننا بحاجة لتذكر التفجيرات التي دعمها ومن ثم دفع ثمنها من جيب الشعب الليبي ولا لتذكر المنظمات التي كان يقدم لها العون وهي تسعى في الارض فسادا وبالتأكيد ما كان يفعله بمعارضيه بل وبشعبه المسالم ايضا.
كل الطغاة يحاولون اللعب على اي وتر مهما كان خطيرا من اجل ضمان سيطرتهم على شعوبهم فمنهم من يلعب على الوتر الطائفي او الوتر العرقي او العشائري او الايديولوجي او.. .......
القذافي ليس استثناء, فهو ايضا لعب على كل الاوتار الممكنة من عشائرية وقومية ودينية وعرقية, لكن ما ميزه عن سواه انه اخترع نظاما (او لا نظام كما يقول الدكتور عزمي بشاره) استطاع بواسطته تفتيت كل شيء في بلاده وجعله هلاميا, فلا الجيش اصبح فاعلا ولا المؤسسات موجودة ولا قانون او دستور يعمل به ولو نظريا واسمى هذا المسخ الهلامي سلطة الشعب وقال انها المرحلة النهائية في انظمة الحكم
ولكن رغم كل وضاعته واجرامه واساليبه القذرة فلم يكن للقذافي ان يبقى كل هذه المدة لولا ان الشعب الليبي صمت عليه لأن لا احد يستطيع الركوب على ظهرك الا ان كنت منحنيا, وهنا الشعب الليبي ليس استثناء بين الشعوب العربية, فكل العرب كانوا يمرون بمرحلة سبات هي اقرب للموت, سمحت هذه المرحلة لكل انواع الطغاة والمستبدين من التسلط عليهم, الجيد منهم والسيء, الشعبي منهم والمكروه, والقذافي حالة من ضمن عديد الحالات في العالم العربي وان كان اكثرها سوءا وأذى
رياح التغيير التي حملها رماد البوعزيزي مرت على تونس ومصر بنجاح (النجاح بالتغيير ولكن النتائج ليست واضحة بعد), وهي تهب بعنف في عدة دول عربية أخرى ولكن يبقى للحالة الليبية خصوصيتها بثورتها كما كان لها خصوصيتها باستقرارها
الشعب أثبت ان ذكرى عمر المختار وغيره من شهداء ليبيا أبقى في وجدانه واعمق من هذه العقود الاربعة التي حكم فيها الاخ العقيد 
يبدو حرية الشعب الليبي ستكلف الكثير والكثير من دماء ابناءه ولكن الثمن مهما ارتفع يبقى ثمنا مقبولا للحرية والأكيد انه سيكون اقل بكثير مما سيدفعه الشعب الليبي في حال فشلت ثورته لا سمح الله, والاكيد ايضا ان نجاح ثورة ليبيا سوف يكون نقطة تحول كبيرة في الحراك الشعبي العربي لأن اللانظام الليبي ان سقط فعندها بالتأكيد ليس هناك من نظام قادر على الوقوف بوجه شعبه ان اراد الثورة عليه
اما الواد المجنون بتاع ليبيا فهو حاليا يسرع بارتكاب كل ما يقدر عليه من جرائم قبل سقوطه والواضح ان بامكانه ارتكاب الكثير والكثير قبل ان يسقط ويصبح اسم يدرسه العالم كمثال سيء على ما يمكن ان يحدث للشعوب عندما تسكت عن حقها وتتنازل عن حريتها

الأربعاء، 2 مارس 2011

لا يا سورية

المقالة منقولة من صحيفة القدس العربي وهي بقلم الصحفي محمد كريشان مذيع قناة الجزيرة
سأنقلها كما هي دون تدخل من اي نوع
-------------------------------------------------
اللقطة الاولى: - كيف حال الوالد في السجن الآن؟
- الحمد لله، أحسن لقد أتوا له بسرير ينام عليه.
- ماذا تقول؟! أتوا له بسرير!! وهل كان ينام لعام ونصف العام على الأرض؟!!
- نعم، تنازل له أحد السجناء عن سريره لكنه رفض واستطاع أن يحصل، بعد أن دفع إتاوة لفتوة العنبر، أن يضمن مساحة صغيرة بين سريرين يخلد فيها للنوم حتى لا يزعجه بقية المساجين بتنقلهم ليلا بين زملائهم النائمين على الأرض!
كان هذا حوارا بيني وبين إياس ابن هيثم المالح المحامي السوري المعتقل منذ تشرين الاول/ أكتوبر 2009، وهو الآن في الثمانين من العمر، بسبب نشاطه الحقوقي وتصريحاته المنتقدة للأوضاع في بلاده لا سيما الفساد وسجل حقوق الإنسان. هذا الشيخ بقي له من الحكم الصادر ضده سنة ونصف السنة وهو بمفرده في سورية الآن في مثل هذا العمر. أولاده جميعا في الخارج وكذلك زوجته التي غادرته مؤخرا هي الأخرى للعلاج في الولايات المتحدة.

اللقطة الثانية:
علي العبد الله، كاتب وناشط سياسي سوري معارض في الستين من العمر، حكم عليه عام 2007 بالسجن لسنتين ونصف وكان يفترض أن يطلق سراحه في حزيران/يونيو العام الماضي لكنه أبقي قيد الاعتقال بسبب تصريحات أدلى بها من السجن عن إيران والعلاقات السورية اللبنانية. صديقنا 'أبو حسين'، وهو في انتظار حكم جديد بالسجن، توفيت زوجته مؤخرا بمرض عضال ولم تجده إلى جوارها في محنتها. ابناه أحدهما بقي له شهر واحد من عقوبة سجن بخمس سنوات بسبب نشاطه الطلابي والآخر قرر الاستقرار في المنفى بعد مضايقات عديدة. لم يبق في البيت سوى بنتين في عمر الزهور إحداهن طالبة في الجامعة. الخلاصة أن مجرد نشاط سياسي سلمي دمر أركان هذا البيت بالكامل.

اللقطة الثالثة:
طل الملوحي مدونة سورية لم تبلغ بعد العشرين من العمر. حكم عليها الشهر الماضي بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية. طل طالبة بمدارس حمص الثانوية، اعتقلت على خلفية نشرها على مدونتها بعض المواد السياسية غير المرضي عنها رسميا. لم يشفع لها صغر سنها ولا مناشدات العديدين لإطلاق سراحها. الأنكى أنه بعد أيام من صدور حكم السجن ضدها، قدمت السلطات السورية روايتها الكاملة لما تراه تورط الشابة في أنشطة معادية لبلادها وليتها لم تفعل. لقد قدمت حبكة رهيبة تداخل فيها التجسس بالجنس بالخيال الجانح في خلطة غير موفقة ولا مقنعة على الإطلاق بل وتثير الغثيان فعلا.
ثلاث لقطات مختلفة لثلاثة أجيال سورية متعاقبة. فرقهم السن وربما الميول السياسية لكن جمعهم شيء واحد فقط: التوق إلى سورية جديدة ينعم فيها المواطن بحرية الرأي والتعبير والصحافة وحق التنظيم وكل الحقوق والحريات الأخرى المتعارف عليها دوليا والتي باتت إرثا إنسانيا عاما من حق الجميع أن يتقاسموه دون منّ أو تزييف.
وفي الوقت الذي تراخى فيه بعض المدافعين عن حقوق الإنسان من تناول الشأن السوري لاعتبارات مختلفة، من واجب كل من يحب سورية فعلا، ودون حسابات سياسية أو مصالح شخصية قائمة أو مرجوة، أن يلفت بكل ود قيادتها الشابة إلى أن مثل هذه الممارسات لا تشرفهم ولا تشرف بلادهم.
وإذا كانت المواجهة مع إسرائيل تبرر في نظر البعض كل شيء بما في ذلك استمرار قانون الطوارئ منذ 1962، فإنها في نظر آخرين سبب إضافي لإعلاء مكانة القانون وحقوق الإنسان في البلاد لأن المواطن الشاعر بكرامته وحريته هو من سيدافع عن وطنه حتى النهاية وليس المقهور أو المضطهد.
إسرائيل المحاطة بأعدائها من كل جانب لم تتخذ من ذلك تعلة لعدم إقامة المؤسسات والحريات، حتى وإن ظلت دولة استعمارية عنصرية بغيضة.
وليس مناسبا ولا منصفا أن نعقد مقارنات بينها وبين سورية. سورية أولى منها بذلك وأجدر. وأتمنى ألا يكون من باب السذاجة أن نقول إن بإمكان الرئيس بشار الأسد أن يقطع من الآن خطوات جريئة وصادقة في اتجاه سورية جديدة مختلفة تماما، خاصة بعد كل هذه الدروس التي شاهدناها وما زلنا في أكثر من دولة عربية.

الثلاثاء، 1 مارس 2011

العاقل من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه


لا أذكر من القائل ان أمة لا يوجد من هو مؤهل لحكمها الا حاكمها هي امة تستحق الفناء
حتى ولا اعرف ان كنت صغت العبارة بالشكل الصحيح ولكني أكيد من أن معناها الصحيح حتما لم يصل نهائيا لكل الرؤساء والزعماء العرب, فهم جميعا دون استثناء يظنون ان بلادهم سوف تدخل في دوامة الفوضى دون وجودهم وانه لا احد مؤهل لتولي مسؤولية الحكم سواهم, لأنهم ضمانة الاستقرار والطمأنينة
طبعا لا نحتاج لكثير من الشرح والتفسير لنقول ان هذه الفكرة هي هراء كامل, ولكن المشكلة ان هذه الفكرة تجد لها صدى عند جزء من الشعوب, فعندما تتحدث مع البعض عن الظلم والفساد والقمع المميز لهذا النظام او ذاك فإنهم يوافقونك الرأي ولكنهم يقولون بالنهاية ان البديل لن يكون افضل
لا اعرف لماذا البديل لن يكون افضل ولا اعرف اساسا من اقنع شعوبنا انه من الطبيعي ان يكون الرئيس او الملك هو الحاكم بأمر الله على الارض وكأن الدنيا لم تتقدم وكأن البشرية لم تعرف فكرة الانظمة السياسية التي لكل فيها دوره وقراره وسلطاته والتي لا تتجمع فيها كل السلطات بيد رجل واحد
الآن هبت رياح التغيير العاصفة على المنطقة والبلاد التي تحركت فيها الشعوب اصبح من المتعذر على حكامها تدارك ما فاتهم الا بصعوبة والاغلب ان مطلب اسقاط النظام الذي اصبح صيحة القرن الواحد والعشرين المفضلة سوف يكون الفيصل في هذه الدول
ولكن هناك دول أخرى ما تزال هادئة ومستقرة وهذا لا يعني انتفاء اسباب الثورة فيها بشكل كامل ولكنه يعني ان الاوضاع فيها لم تصل لدرجة الانفجار حتى الآن, ومن هذه الدول سوريا
مما لا شك فيه ان اهم اسباب استقرار الاوضاع في سوريا حتى الآن هو شعور اغلب الشعب بأن سوريا كدولة مهددة بالفعل من الخارج وايضا السياسة الخارجية السورية قريبة الى حد بعيد من نبض الشارع وهو امر وصفه الرئيس الاسد بشكل صحيح في آخر مقابلاته مع صحيفة وول ستريت جورنال
وايضا بنفس المقابل تحدث الاسد عن ضرورة الاصلاح وكان كلامه بشكل عام كلام جيد ومنطقي ومنظم الافكار لحد بعيد وهو امر اعتدنا عليه في مقابلات وكلمات الرئيس الاسد
ولكن لا قرب السياسة الخارجية من نبض الشارع ولا كلمات الرئيس الاسد المطمئنة والمنطقية تكفي بعد الآن, المطلوب في سوريا اصلاحات جذرية وحقيقية تمس كل مناحي الحياة
حاليا في سوريا الحديث دائما يدور حول الاصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد وهما عنوانان غاية بالاهمية وحتى الآن لم نشاهد نتائجهما الفعلية على الارض, ولكن هذين العنوانين لا يكفيان بكل تأكيد
العنوان الاكبر والاساسي الذي يجب ان تدور حوله الاحاديث هو الاصلاح السياسي واطلاق الحريات العامة مع ما يستتبع ذلك من اجراءات تكفل تحقيق هذا المطلب الرئيسي
سياسة الحزب الواحد ومجلس الشعب الصوري والعقليات الامنية التي تسيطر على البلد أصبحت جزءا من الماضي ويجب ان نتجاوزها لنعيش في هذا العصر
اغلبية الشعب السوري حاليا تشاهد ما يجري حولها في المنطقة وتتفاعل مع الاحداث وتنتظر ردة الفعل الحكومية حول ما يجري, والأكيد ان الحكومة ايضا تتابع ما يحدث وتتفاعل معه ولكن السؤال هو كيف ستكون ردة الفعل من قبل الحكومة (ولا اعني بكلمة الحكومة مجلس الوزراء بكل تأكيد لأنه اضعف من ان يأخذ قرارات على هكذا مستوى)
أسوأ ما يمكن ان يحدث هو ان يرتكب النظام نفس اخطاء باقي الانظمة العربية وان يعتبر ان سوريا حالة مختلفة وان الامور يمكن ان تبقى على حالها, بل وان يزيد النظام من قبضته على كل شيء في محاولة لاظهار قوته وقدرته لأنه بهذا قد يؤخر الانفجار بعض الوقت ولكنه سيجعله حتميا بالنهاية
اما ما يجب ان يحدث فهو البدء الفوري والسريع باصلاحات بمختلف المجالات واولها المجال السياسي, لم يعد مقبولا الحديث عن اصلاح بطيء يأخذ فيه قانون الاحزاب اكثر من ستة سنوات للنقاش وهذا مثال لا اكثر
جميعنا شاهدنا ماذا حدث لرجال الامن في مصر امام انفجار غضب الناس, علما ان المؤسسة الامنية المصرية هي الاقوى والاكثر تجهيزا وتدريبا في المنطقة, وبالتالي يجب التخلص نهائيا من العقلية الامنية في ادارة الامور لأنه في لحظة الانفجار رجل الامن العادي سوف يهرب فورا, اما رجل الامن المجرم فسوف يرتكب عدة جرائم قبل ان يهرب.
الكرة الآن في ملعب النظام وأتمنى ان تبقى معه وان يتصرف بها بشكل محترف لأنها اذا انتقلت للشعب وللشارع فعندها لن تنفع الوعود ولا كلمات فهمتكم ولا الحديث عن مؤامرات كونية

حسين ليس عبد السميع

أعاد حكامنا العرب بعد مرور عقد كامل على القرن الواحد والعشرين اكتشاف العجلة من جديد في انجاز يحسب لعبقريتهم
فلولا افضالهم الكبيرة علينا لما عرفنا ان مصر ليست تونس
وان اليمن ليست مصر
وسوريا ليست اليمن او مصر
وان ليبيا لا يوجد شيء يشبهها على وجه الأرض
انا شخصيا كنت اعتقد سابقا ان الدولة المسماة تونس هي نفسها مصر  وكنت استغرب اكبر الاستغراب عندما اشاهد الاختلاف بشكل الخريطة بين مصر وتونس وكنت اظن المشكلة في المواقع التي تعرض خرائط الدول
ولكن وبفضل حكامنا الأشاوس عرفنا ان كل دولة ليست الأخرى
طبعا مناسبة هذا الاكتشاف العظيم كانت ان كل رئيس او زعيم او ملك او امير يريد ان يقنعنا ان الوضع لديه مختلف عما سواه
فحتى لو حدثت الثورة في كل بقاع الأرض فهي لن تصل اليه لأن الوضع مختلف بحالته
وهنا يجب ان نسأل انفسنا اين يجد حكامنا الاختلاف بالضبط؟
الظلم واحد والفساد واحد والقمع واحد والنظام الأمني واحد وحالة الطوارئ المعلنة دائما واحدة
هل هناك شعب اشجع من شعب آخر؟
ربما يكون هذه وجهة نظرهم فكل منهم يظن ان شعبه مدجن وهو غير قادر على ان يستعيد زمام المبادرة
هذه الفكرة ربما كانت تحمل بعض الوجاهة قبل بداية هذا العام الكبيس على الحكام
فالتجربة اثبتت ان الشعوب بالنهاية سوف تتحرك سواء صمتت 23 عاما او 30 عاما او حتى 42 عاما ومع زعيم اهبل
قد تكون الشعوب صبورة وطيبة ولديها امل دائما بحكامها
ولكن التجربة اثبتت انه في اللحظة التي تنفجر فيها الشعوب فإن شيئا لن يوقف الطوفان
لا أمن ولا شرطة ولا جيش وبالتأكيد ليس خطابات سواء وعودا او وعيدا
حكامنا حاليا يمرون بحالة انكار لما يجري من حولهم
والحكيم فيهم هو من يتعظ بغيره ويحاول عاجلا وليس آجلا تدارك ما فاته 
ويقوم باعادة بناء جسور الثقة بينه وبين شعبه ليس بالوعود ولكن بالافعال الواضحة
والا فهتاف الشعب يريد اسقاط النظام سوف يقال في مراكش ليسمع صداه في صلالة دون ان يكون هناك استثناء

لماذا هذه المدونة؟ ولماذا citizenX؟

منذ زمن ليس بالقليل وانا افكر بانشاء مدونة خاصة بي
لأجعلها مساحة حرة اكتب فيها ما افكر فيه
واحاول ان انظم افكاري عن طريق سطورها
نقل الفكرة من الحيز النظري للتطبيق الفعلي اخذ مني وقتا طويلا
ولكن الاحداث التي تعيشها هذه المنطقة من العالم حفزتني للاسراع بانشاء المدونة
لأنني اعتقد ان التاريخ تدور عجلته بهذا التسارع فإنه من الضروري ان يسجل كل من يستطيع شهادته على ما يحدث
ووجهة نظره فيه
ربما لن يستفيد من هذه الشهادة احد سوى كاتبها
ولكن ذلك لن يفقدها قيمتها 
كما قلت في البداية
هذه المدونة مساحة حرة
سأكتب فيها بالسياسة, الثقافة, الفن, الرياضة, او اي مجال يخطر ببالي الكتابة عنه
ربما اكتب فيها لشهور او لسنوات لا أدري
ولكني سأكتب فيها طالما احسست بأني أريد مكانا لي اكتب فيه دون رقابة من أحد
والله من وراء القصد