ربما كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات هو اول من عرف ان القذافي هو حالة مختلفة عن سواه من القادة والحكام وتحدث عنه واصفا اياه بالواد المجنون بتاع ليبيا, السادات اصاب بكرهه للقذافي ولكنه اخطأ توصيفه بشكل كامل, الجميع الآن يتحدثون عن القذافي وجنونه وهبله والجميع يتندر بخطبه والتفاهات التي تصدر فيها وهي بالفعل لو لم يكن الوضع كارثيا لكانت مناسبة لعمل كوميدي على افضل مستوى
ولكنه هذه التفاهات ليست دليلا على جنون الرجل او هبله, بل هي دليل على جهله, ومعلوم ان هناك فرق كبير بين الحالتين
القذافي هو طاغية من نوع نادر, فالطغاة والمستبدون انواع منهم المستبد العادل ومنهم من يرى مجد امته بمجده الشخصي ويدمج بينهما ومنهم من تدفعه ايديولوجية معينة للاستبداد بفرضها وجميع الحالات السابقة وسواها هي حالات متدرجة من الاستبداد ويعمد المستبد فيها لتجاوز حقوق شعبه وربما ارتكاب بعض الجرائم قلت او كثرت في سبيل فرض سيطرته
القذافي هو حالة مختلفة تمام الاختلاف ومثله باعتقادي في التاريخ القريب ديكتاتور الدومينكان تروخيو, الوصف الاصح له انه ديكتاتور منحط (بكل ما للكلمة من معاني مختلفة) ويجمع الذكاء بالجهل (والجمع بينهما ممكن) امثال القذافي يصلحون زعماء لعصابات المافيا في كولومبيا ومصير امثاله عادة القتل على يد احد اتباعه او على يد الشرطة التي تلاحقه دائما, ولكن وبما انه يمكن ان يحدث كل شيء في الوطن العربي فإن القذافي بدلا من ان يكون من عتاة المجرمين اصبح زعيما لشعب ظهر فيه قبل عقود شيخ جليل اسمه عمر المختار, واستطاع هذا الديكتاتور المنحط ان يتسلط على شعبه لأكثر من اربعة عقود, خلال هذه الفترة الطويلة اقنع البعض انه زعيم عربي واقنع البعض الآخر انه زعيم افريقي وكان يعمل مؤخرا على تسويق نفسه كزعيم اسلامي في نفس الوقت الذي كان منبطحا فيه على بطنه امام الغرب كي "يستفعلوا" به كما يريدون.
ما يميز الطغاة من نوع القذافي (وهو طبعا الحالة الاندر بين الطغاة) انهم جبناء الى اقصى حد واعتقد ان كشف مؤخرته وانبطاحه امام الغرب بعد اجتياح العراق دليل واضح على ذلك, وبالاضافة لجبنه فهو مجرم سفاح, ولا اعتقد اننا بحاجة لتذكر التفجيرات التي دعمها ومن ثم دفع ثمنها من جيب الشعب الليبي ولا لتذكر المنظمات التي كان يقدم لها العون وهي تسعى في الارض فسادا وبالتأكيد ما كان يفعله بمعارضيه بل وبشعبه المسالم ايضا.
كل الطغاة يحاولون اللعب على اي وتر مهما كان خطيرا من اجل ضمان سيطرتهم على شعوبهم فمنهم من يلعب على الوتر الطائفي او الوتر العرقي او العشائري او الايديولوجي او.. .......
القذافي ليس استثناء, فهو ايضا لعب على كل الاوتار الممكنة من عشائرية وقومية ودينية وعرقية, لكن ما ميزه عن سواه انه اخترع نظاما (او لا نظام كما يقول الدكتور عزمي بشاره) استطاع بواسطته تفتيت كل شيء في بلاده وجعله هلاميا, فلا الجيش اصبح فاعلا ولا المؤسسات موجودة ولا قانون او دستور يعمل به ولو نظريا واسمى هذا المسخ الهلامي سلطة الشعب وقال انها المرحلة النهائية في انظمة الحكم
ولكن رغم كل وضاعته واجرامه واساليبه القذرة فلم يكن للقذافي ان يبقى كل هذه المدة لولا ان الشعب الليبي صمت عليه لأن لا احد يستطيع الركوب على ظهرك الا ان كنت منحنيا, وهنا الشعب الليبي ليس استثناء بين الشعوب العربية, فكل العرب كانوا يمرون بمرحلة سبات هي اقرب للموت, سمحت هذه المرحلة لكل انواع الطغاة والمستبدين من التسلط عليهم, الجيد منهم والسيء, الشعبي منهم والمكروه, والقذافي حالة من ضمن عديد الحالات في العالم العربي وان كان اكثرها سوءا وأذى
رياح التغيير التي حملها رماد البوعزيزي مرت على تونس ومصر بنجاح (النجاح بالتغيير ولكن النتائج ليست واضحة بعد), وهي تهب بعنف في عدة دول عربية أخرى ولكن يبقى للحالة الليبية خصوصيتها بثورتها كما كان لها خصوصيتها باستقرارها
الشعب أثبت ان ذكرى عمر المختار وغيره من شهداء ليبيا أبقى في وجدانه واعمق من هذه العقود الاربعة التي حكم فيها الاخ العقيد
يبدو حرية الشعب الليبي ستكلف الكثير والكثير من دماء ابناءه ولكن الثمن مهما ارتفع يبقى ثمنا مقبولا للحرية والأكيد انه سيكون اقل بكثير مما سيدفعه الشعب الليبي في حال فشلت ثورته لا سمح الله, والاكيد ايضا ان نجاح ثورة ليبيا سوف يكون نقطة تحول كبيرة في الحراك الشعبي العربي لأن اللانظام الليبي ان سقط فعندها بالتأكيد ليس هناك من نظام قادر على الوقوف بوجه شعبه ان اراد الثورة عليه
اما الواد المجنون بتاع ليبيا فهو حاليا يسرع بارتكاب كل ما يقدر عليه من جرائم قبل سقوطه والواضح ان بامكانه ارتكاب الكثير والكثير قبل ان يسقط ويصبح اسم يدرسه العالم كمثال سيء على ما يمكن ان يحدث للشعوب عندما تسكت عن حقها وتتنازل عن حريتها
ولكنه هذه التفاهات ليست دليلا على جنون الرجل او هبله, بل هي دليل على جهله, ومعلوم ان هناك فرق كبير بين الحالتين
القذافي هو طاغية من نوع نادر, فالطغاة والمستبدون انواع منهم المستبد العادل ومنهم من يرى مجد امته بمجده الشخصي ويدمج بينهما ومنهم من تدفعه ايديولوجية معينة للاستبداد بفرضها وجميع الحالات السابقة وسواها هي حالات متدرجة من الاستبداد ويعمد المستبد فيها لتجاوز حقوق شعبه وربما ارتكاب بعض الجرائم قلت او كثرت في سبيل فرض سيطرته
القذافي هو حالة مختلفة تمام الاختلاف ومثله باعتقادي في التاريخ القريب ديكتاتور الدومينكان تروخيو, الوصف الاصح له انه ديكتاتور منحط (بكل ما للكلمة من معاني مختلفة) ويجمع الذكاء بالجهل (والجمع بينهما ممكن) امثال القذافي يصلحون زعماء لعصابات المافيا في كولومبيا ومصير امثاله عادة القتل على يد احد اتباعه او على يد الشرطة التي تلاحقه دائما, ولكن وبما انه يمكن ان يحدث كل شيء في الوطن العربي فإن القذافي بدلا من ان يكون من عتاة المجرمين اصبح زعيما لشعب ظهر فيه قبل عقود شيخ جليل اسمه عمر المختار, واستطاع هذا الديكتاتور المنحط ان يتسلط على شعبه لأكثر من اربعة عقود, خلال هذه الفترة الطويلة اقنع البعض انه زعيم عربي واقنع البعض الآخر انه زعيم افريقي وكان يعمل مؤخرا على تسويق نفسه كزعيم اسلامي في نفس الوقت الذي كان منبطحا فيه على بطنه امام الغرب كي "يستفعلوا" به كما يريدون.
ما يميز الطغاة من نوع القذافي (وهو طبعا الحالة الاندر بين الطغاة) انهم جبناء الى اقصى حد واعتقد ان كشف مؤخرته وانبطاحه امام الغرب بعد اجتياح العراق دليل واضح على ذلك, وبالاضافة لجبنه فهو مجرم سفاح, ولا اعتقد اننا بحاجة لتذكر التفجيرات التي دعمها ومن ثم دفع ثمنها من جيب الشعب الليبي ولا لتذكر المنظمات التي كان يقدم لها العون وهي تسعى في الارض فسادا وبالتأكيد ما كان يفعله بمعارضيه بل وبشعبه المسالم ايضا.
كل الطغاة يحاولون اللعب على اي وتر مهما كان خطيرا من اجل ضمان سيطرتهم على شعوبهم فمنهم من يلعب على الوتر الطائفي او الوتر العرقي او العشائري او الايديولوجي او.. .......
القذافي ليس استثناء, فهو ايضا لعب على كل الاوتار الممكنة من عشائرية وقومية ودينية وعرقية, لكن ما ميزه عن سواه انه اخترع نظاما (او لا نظام كما يقول الدكتور عزمي بشاره) استطاع بواسطته تفتيت كل شيء في بلاده وجعله هلاميا, فلا الجيش اصبح فاعلا ولا المؤسسات موجودة ولا قانون او دستور يعمل به ولو نظريا واسمى هذا المسخ الهلامي سلطة الشعب وقال انها المرحلة النهائية في انظمة الحكم
ولكن رغم كل وضاعته واجرامه واساليبه القذرة فلم يكن للقذافي ان يبقى كل هذه المدة لولا ان الشعب الليبي صمت عليه لأن لا احد يستطيع الركوب على ظهرك الا ان كنت منحنيا, وهنا الشعب الليبي ليس استثناء بين الشعوب العربية, فكل العرب كانوا يمرون بمرحلة سبات هي اقرب للموت, سمحت هذه المرحلة لكل انواع الطغاة والمستبدين من التسلط عليهم, الجيد منهم والسيء, الشعبي منهم والمكروه, والقذافي حالة من ضمن عديد الحالات في العالم العربي وان كان اكثرها سوءا وأذى
رياح التغيير التي حملها رماد البوعزيزي مرت على تونس ومصر بنجاح (النجاح بالتغيير ولكن النتائج ليست واضحة بعد), وهي تهب بعنف في عدة دول عربية أخرى ولكن يبقى للحالة الليبية خصوصيتها بثورتها كما كان لها خصوصيتها باستقرارها
الشعب أثبت ان ذكرى عمر المختار وغيره من شهداء ليبيا أبقى في وجدانه واعمق من هذه العقود الاربعة التي حكم فيها الاخ العقيد
يبدو حرية الشعب الليبي ستكلف الكثير والكثير من دماء ابناءه ولكن الثمن مهما ارتفع يبقى ثمنا مقبولا للحرية والأكيد انه سيكون اقل بكثير مما سيدفعه الشعب الليبي في حال فشلت ثورته لا سمح الله, والاكيد ايضا ان نجاح ثورة ليبيا سوف يكون نقطة تحول كبيرة في الحراك الشعبي العربي لأن اللانظام الليبي ان سقط فعندها بالتأكيد ليس هناك من نظام قادر على الوقوف بوجه شعبه ان اراد الثورة عليه
اما الواد المجنون بتاع ليبيا فهو حاليا يسرع بارتكاب كل ما يقدر عليه من جرائم قبل سقوطه والواضح ان بامكانه ارتكاب الكثير والكثير قبل ان يسقط ويصبح اسم يدرسه العالم كمثال سيء على ما يمكن ان يحدث للشعوب عندما تسكت عن حقها وتتنازل عن حريتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق