الأربعاء، 16 مارس 2011

لماذا لا تستفيد القيادة السورية من دروس الآخرين؟

تم اعتقال الناشطة سهير الاتاسي التي كانت من ضمن المشاركين بمظاهرات يوم أمس وأعتقد انها كانت اليوم من ضمن المشاركين ايضا بالمظاهرة امام وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن السجناء السياسيين.
لا أدري لماذا تصر حكومتنا على ان تتصرف وكأنها لم تستفد من دروس الدول العربية الأخرى, فكانت اولى ردات الفعل ان من نزل لمظاهرات الأمس (وهم في الحقيقية اعداد قليلة) هم مندسون او أصحاب أجندات خارجية
من نزل يوم أمس ومن نزل اليوم هم سوريون يحبون بلدهم مثل كل السوريين ولا يرغبون بأن يشاهدوا بلدهم على هامش الدول فيما يتعلق بالحريات والحقوق السياسية.
من حسن حظ النظام السوري أن لرئيسه الدكتور بشار رصيد جيد عند الشعب السوري مما جعل أعداد المتظاهرين قليلة, والاستفادة من هذا الرصيد لا تكون بانفاقه بالاعتقالات التعسفية ولكن يكون بتدارك ما تم تأخيره سابقا والبدء عاجلا وليس آجلا باصلاحات سريعة وجذرية, لأنها مما لا شك فيه ان الأمن سوف يستطيع السيطرة على التظاهرات في هذه الفترة ولكن مما لا شك فيه أيضا أن الوضع ان بقي على حاله فالتظاهرات في المرة القادمة سوف تكون أكبر ونتائجها لن تكون محسومة لصالح الأمن.
يخطئ كثيرا من يعتقد ان سورية هي جزيرة معزولة او أن شعبها منفصل عما حوله, الناس سوف ترى ما يحدث في الدول الأخرى وكيف تتحصل على كافة حقوقها بينما نبقى نحن نعيش بنظام القائد الملهم والحزب الواحد واعتبار كل مخالف خائن, لن تسير الأمور بهذه الطريقة بعد الآن ولا يجب أن تسير, الناس اليوم تطالب بالافراج عن معتقلي الرأي وباطلاق الحريات العامة وهي مطالب مشروعة وهي أقل ما يمكن ان تقدمه الحكومة لشعبها الصابر, ولكن مع كل ذلك تبدو الحكومة وكأنها غير مستوعبة ما يجري حولها وما تزال تعتبر القبضة الأمنية القوية هي الوسيلة الوحيدة للحكم علما أن التجارب أثبتت أن مثل هذه القبضة تجعل الانفجار عندما يحدث مدويا وحاسما, وهو الأمر الذي لا يريده أحد في سورية حتى الآن.

المكسب الأكبر مما يجري حاليا هو أن الشعب السوري كسر حاجز الخوف بواسطة هؤلاء الشباب الأحرار (الذين سيدفعون ثمنا غاليا نتيجة لتضحيتهم) وعلى كل الشعب حتى من هو غير مقتنع بضرورة التظاهر الآن  أن يحافظوا على هذا المكسب الهام لأنه حق انتزعه هؤلاء الشباب بعد عقود من الخوف والرعب المسيطر على كل السوريين.
-----------------
بالمناسبة حتى الآن لم أفهم لماذا تدعم الحكومة السورية نظام القذافي بهذا الشكل المستفز لشعبها قبل أي شعب آخر!!
اعتدنا من حكومتنا الذكاء الشديد ومحاول التقرب من المزاج الشعبي في السياسية الخارجية على وجه الخصوص, فلماذا يقعون في هذه الخطيئة الآن؟ كان المواطن السوري رغم كل معاناته يفتخر بالمواقف المحترمة لقيادته بكل ما يتعلق بالمحيط الاقليمي والعربي, ولكن الوضع يختلف الآن مع هذا الموقف السوري المخجل من ثورة الشعب الليبي, هل ما يحدث  ارتباك؟ ام عدم تقدير صحيح للموقف؟ 
لا أدري بصراحة ولكن ما أنا متأكد منه أن هذا الموقف سوف يكون له أثر سلبي اضافي على المزاج الشعبي العام الغير مقتنع بما يشاهده أمامه الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق